الحلال بين والحرام كذلك بين، ولكن تبقى بين الحلال والحرام مرحلة يطلق عليها الشبهات، وفي الشبهات تقع الكثير من الالتباسات والاخطاء الدينية الشرعية التي ليس لها أي أساس من الصحة، فهي ليس لها وجود شرعي لا في كتاب الله عز وجل القرآن الكريم ولا حتى في السنة النبوية الشريفة، ومن هذه الالتباسات التي سنعمل على توضيحها في مقالنا هذا هو: من يبارك الاحباب في هذا الشهر الفضيل يحرم عليه النار، حيث ان الكثير من المسلمون في بداية شهر رجب تبادولن التهاني والتبريكات عبر الرسائل او الاتصالات وحتى عبر الزيارات للمباركة بحلول هذا الشهر ، بحجة انهم سمعوا بقول عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يحرم فيه النار على من يفعلها، وهنا سنرى هل هذا الحديث هو حديث صحيح أو حديث موضوع؟.
فتوى دار الافتاء فى شهر رجب
دور الافتاء الاسلامية في كل الدول المسلمة أصدرت فتوى مع بداية شهر رجب الحالي ، تحريم كل أشكال المباركة بشهر رجب والتي تنسب الى حديث موضوع عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث لم تثبت صحة الحديث ولم يثبت أي سند له لا متصل ولا غيره، بل هو محض بدعة لا يجوز ان نتداولها في بيننا أو ننشرها، فعلى حسب ما صدر عن دار الافتاء فإنه لا مانع من تهنئة المسلمون بشهر رجب ولكن دون أن ننسبه الى حديث موضوع عن الرسول عليه الصلاة والسلام.
من يبارك الاحباب في هذا الشهر الفضيل يحرم عليه النار هو حديث غير صحيح ومحض افتراء ، فلم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام هكذا قول، ولكن كان النبي عليه افضل الصلاة والسلام اذا جاء شهر رجب يقول: (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ)، اما الحديث الموضوع فهو حديث ركيك لا صحة فيه ، ويراد منه نشر الجهل والعادات المصطنعة بين المسلمون التي تكون مثل البدع، وكل بدعة حرام ويلقى صاحبها وفاعلها في نار جهنم.