دعاء السجدة في القرآن الكريم وسجود التلاوة في الصلاة المفروضة

دعاء السجدة في القرآن الكريم وسجود التلاوة في الصلاة المفروضة هو الموضوع الذي سيناقشه هذا المقال، فقد رفع الدّين الإسلاميّ من شأن السجود، وإنّ أقرب ما يكون العبد إلى ربّه وهو ساجد، ففي السجود تتجلّى أسمى معاني التسليم والخضوع والخشوع لله سبحانه وتعالى، وللسجود أنواع وأصناف، منها ما يكون ركنًا من أركان الصلاة، ومنها ما هو من السنن التي سنّها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وسجود التلاوة إحدى أصناف السجود المختلفة، لذا يهتم موقعنا بتوضيح ما يسنّ للمسلم أن يدعو به أثناء سجوده في سجود التلاوة وكذلك ببيان أحكام هذا السجود.

سجود التلاوة

قبل الخوض في ذكر دعاء السجدة في المصحف الشريف لا بدّ من التعريف بسجود التلاوة، فكما ذكرنا أنّ السجود هو من أركان الصّلاة التي لا تصحّ إلّا به، وسجود التلاوة يكون عند المرور بآيات السجود الواردة في القرآن الكريم، حيث يمكن أن يكون في الصلاة أو عند تلاوة القرآن الكريم دون صلاة.

صفة أداء سجدة التلاوة في الصلاة

حيث إذا مرّ المسلم في صلاته على موقف سجدة، عليه أن يكبّر في الصلاة في الخفض إلى السجود وعند الرفع منه، كما أنّه لا يشرع للمسلم أن يرفع يديه عند التكبير لسجود التلاوة والله ورسوله أعلم

إخترنا لك :- ادعية تريح القلب وتزيل الهم أجمل 20 ادعية تريح النفس من الهموم

صفة أداء سجدة التلاوة في غير الصلاة

وقد اختلف أهل العلم في وجوب التكبير لسجود التلاوة خارج الصلاة عند الخفض لأدائها والرفع منها، فمنهم من سنّ ذلك في الرفع والخفض، ومنهم من سنّه في الخفض وأنكره في الرفع، ولا يشرع التسليم من سجود التلاوة باتفاق غالبية أهل العلم، والله ورسوله أعلم.

دعاء السجدة في المصحف الشريف

دعاء السجدة في المصحف الشريف يقال فيه ما يشرع قوله في سجود الصلاة من التسبيح والدعاء، حيث يقول فيه الساجد سبحان ربي الأعلى، ويستحبّ للمسلم أن يقول: سجد وجهي للذي خلقه وصوّره وشقّ سمعه وبصره بحوله وقوّته، ويقول بعض العلماء أنّه يمكن للساجد أن يضيف لدعائه: اللهم اكتب لي بها عندك أجرًا واجعلها لي عندك ذخرًا وضع عني بها وزرًا واقبلها كما قبلتها من عبدك داوود عليه السلام، وقد بيّن بعض العلماء بأنّه إذا كان سجود التلاوة في الصلاة يستحب أن يذكر الساجد التسبيح والدعاء معًا، أمّا إذا كان خارج الصلاة أثناء تلاوته للقرآن الكريم فيكون السجود بقول الدعاء فقط.

حكم سجود التلاوة والدعاء فيه

سجود التلاوة ليس واجبًا، إنما هو سنة، إن شاء العبد أن يسجد سجد، وإن لم يشأ لم يسجد، ولكن من المستحب للمؤمن إذا مرّ بآية سجدة أن يسجد، ولو كان على غير متوضئ، ويقول في سجوده كما يقول في سجود الصلاة: “سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، ربيّ اغفر لي”، وهناك دعاء آخر يمكن أن يقال في سجود التلاوة: “اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره، بحوله وقوته، تبارك الله أحسن الخالقين”، كما يستحب أن يدعو المؤمن ما تيسر الأدعية مثل:

ربي اغفر لي ذنبي كله، دقّه وجلّه، وأوله وآخره، وعلانيته وسرّه.
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
وكذلك يدعو الإنسان لوالديه ولذريته ولأهله ولسائر المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم: “أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ”.وهذا دليل على أهمية الإكثار من الدعاء عند السجود.

مواطن سجود التلاوة في القرآن الكريم

إنّ الخوض في ذكر دعاء السجدة في المصحف الشريف يدفع المسلم ليتساءل حول مواطن سجود التلاوة في القرآن الكريم وعددها، حيث بلغ عدد سجدات التلاوة التي وردت في القرآن الكريم خمس عشرة سجدة، وهي:

قال الله تعالى في سورة الأعراف: {إنَّ الَّذِينَ عِندَرَ بِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ۩}.
قال تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ۩}.
قال تعالى: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ}.
قال تعالى: {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا
قال تعالى: {إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا}.
قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ}.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا}.
قال تعالى: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ}.
قال تعالى: {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ۩}.
قال تعالى: {وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩}.
قال تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}.
قال تعالى:{فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا ۩}.
قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ ۩}.
قال تعالى: {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ۩}.

شاهد أيضاً :- دعاء الفرج السريع العاجل مكتوب أجمل 20 دعاء الفرج والرزق مكتوب

أحكام سجود التلاوة

كذلك الخوض في ذكر دعاء السجدة في المصحف يدفعنا إلى ذكر أحكام سجود التلاوة، فالسجود هو أقرب صلةٍ بين العبد وربّه، يغتنمه العبد بالذكر والدعاء ليكون أقرب للإجابة، ولسجود التلاوة أحكامٌ نذكرها لكم فيما يأتي:

حكم الطهارة في سجود التلاوة

فحكم الطهارة في سجود التلاوة خلافٌ بين العلماء فمنهم من اشترط الطهارة وقالوا بأنّ السجود لا يصحّ إلّا بالوضوء والطهارة وهو ما اتفق عليه المذاهب الأربعة الشافعي والحنبلي والمالكي والحنفي، أمّا السلف والعلماء المسلمين فقالوا أنّ سجود التلاوة لا يشترط له الطهارة.

حكم التكبير في سجود التلاوة عند الخفض والرفع

حيث قال العلماء في حكم التكبير في سجود التلاوة عند الخفض والرفع قولين:

القول الأوّل: هو ما اتفق عليه المذهب الحنفيّ والمذهب الشافعيّ والمذهب المالكيّ والمذهب الحنبليّ بأنّه يسنّ التكبير في سجود التلاوة الذي يكون أثناء تلاوة القرآن وحكمه كحكم سجود السهو.
أمّا القول الثاني: هو أنّ التكبير يكون عند الخفض للسجود لا يكون عند الرفع وهذا ما قاله بعض العلماء مثل أبي حنيفة وابن عثيمين وابن باز.

حكم الدعاء أو التسبيح في السجود

اتفق في ذلك العلماء وأئمة المسلمين على قولٍ واحدٍ، وهو أنه في سجود التلاوة يقول الساجد ما يقوله في سجوده في صلاته من تسبيح ودعاء.

يمكنك مشاهدة :- دعاء جميل يهز المشاعر قصير أجمل 20 دعاء يهز القلوب مكتوب

حكم التسليم بعد سجود التلاوة

لم يرد دليل أو نقلٌ عن فعلٍ أو قولٍ للنبي -صلى الله عليه وسلم- في بيان حكم التسليم بعد السجود، لذلك فقد أجمع علماء وأئمة المسلمين على أنّه لا يوجد تسليم في سجود التلاوة فلم يرد فيه شيء شرعًا.

الفرق بين سجود التلاوة والشكر والسهو

إنّ السجود لله -عزّ وجلّ- من أعظم ما يقوم به المسلم من العبادات، وللسجود أنواعٌ وأحكامٌ تختلف كلّ واحدةٍ فيها عن الأخرى، فمنها سجود الصلوات الخمس ومنها سجود السهو، وسجود التلاوة وسجود الشكر، وبعد ذكر دعاء السجدة في المصحف الشريف ، كان لا بدّ من بيان الفرق بين سجود السهو والتلاوة والشكر فيما يأتي:[22]

سجود السهو: وهو ما يكون من السجود في حال النسيان أو السهو في صلاة المرء، وهو واجب، لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعله وأمر به، حيث يقوم به المسلم في آخر صلاته قبل أن يسلّم منها، ويكون ذلك في حال ترك المسلم لأحد سنن الصلاة، أو في حال التشكيك في عدد الركعات التي صلاها، وغير ذلك من الأمور التي تطرأ على صلاة المرء دون أن تبطلها.
سجود التلاوة: وهو ما بيّنه المقال، فهو السجود الذي يقوم به المسلم في حال مصادفة موضع سجدةٍ في القرآن الكريم، في صلاة المرء وغير صلاته، ولا يكون فيه تسليم.
سجود الشكر: وهو ما يقوم به المسلم تطوّعًا لله سبحانه وتعالى، وهو ليس واجبًا على المسلم، إنّما يكون اجتهادًا لشكر الله -سبحانه وتعالى- على ما أعطى.

مقالات قد تعجبك :-

وفي النهاية يتمنى موقع مواضيع الإستفادة من مقالنا هذا دعاء السجدة في القرآن الكريم وأيضا ذكرنا لكم سجود التلاوة في الصلاة المفروضة من خلال قسم أدعية وأحاديث فتابعونا دائما.