أدعية وأحاديث

دعاء ذبح الاضحية عند اهل السنة وكيفية توزيع الأضحية وشروطها

دعاء ذبح الاضحية عند اهل السنة وكيفية توزيع الأضحية وشروطها، هو الدّعاء الذي يدعو به به المسلمين عند ذبح اضاحيهم، وذلك في يوم النّحر يوم عيد الأضحى المبارك، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة الذي وهبه الله للمسلمين كجائزةٍ لهم على حجّهم وعبادتهم في العشر الأوائل من ذي الحجة، وهو خير ختامٍ لأفضل الأيّام وأعظمها على الإطلاق فيه الفرح والسّرور والبهجة لعامّة المسلمين، وسيقدّم موقعنا في هذا المقال دعاء ذبح الاضحية عند اهل السنة.

دعاء ذبح الاضحية عند اهل السنة

إنّ دعاء ذبح الاضحية عند اهل السنة هو ما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- وما كان يقوله عند أضحيته، فالوارد عند أهل العلم أنّ السنة لمن أراد التّضحية أن يقول بسم الله ، والله أكبر اللهم هذا منك وإليك، هذا عنّي، فتقبل مني، وهذا القول كلّه مسنون لكنّ الواجب المفروض عند الأضحية هو التّسمية، وكلّ ما يزيده المسلم على التّسمية هو من الأمور المستحبّة، ورد عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَ بكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ في سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ في سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ في سَوَادٍ، فَأُتِيَ به لِيُضَحِّيَ به، فَقالَ لَهَا: يا عَائِشَةُ، هَلُمِّي المُدْيَةَ، ثُمَّ قالَ: اشْحَذِيهَا بحَجَرٍ، فَفَعَلَتْ: ثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الكَبْشَ فأضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قالَ: باسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِن مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بهِ”

وقد جاء في بعض الرّوايات أنّه دعا باللهم هذا منك ولك، فالمسلم عند ذبيحته يقول بسم الله الله أكبر ثم يذبحها بسم الله والله أكير، ويضع رجله على صفحة العنق ويمسك رأسها ويذبحها بيده اليمنى، وإن كان يذبح عن أحدٍ غيره فيقول عن فلان، وإن كانت عن نفسه فيقول عنّي وعن أهل بيتي، فالأضحية من الأمور المشروعة لحكمةٍ بالغة وهي قربةٌ لله -سبحانه وتعالى- وشكرٌ لنعمه، وإحياءٌ لسنّة نبي الله ابراهيم -عليه السّلام- وفيها توسعةٌ على الفقراء من المسلمين وعلى النّفس وأهل البيت، وإنّ إراقة دمها مبالغة في تصديق ما أخبر الله به من أنّه خلق الأنعام لنفع الانسان، وأذن في ذبحها ونحرها لتكون له طعاماً، فينبغي للمسلم أن يذكر الله عند ذبحه لأضحيته، وأن يسمّي الله ويدعو بما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلّم.

ما حكم بيع جلود الأضاحي أو التصدق بها

بعد الاطّلاع ومعرفة دعاء ذبح الاضحية عند اهل السنة وما يقال عند ذبح الاضحية، سيتمّ الخوض في حكم بيع جلود الأضاح أو التّصدّق به، وقد أجمع أهل العلم أنّه لا يجوز للمضحّي بيع أيّ جزءٍ من أضحيته، لأنّه عندما ضحّى بها عيّنها كلّها لله بكلّ أجزائها حتّى جلدها وصوفها، وما يعيّنه المسلم لله لا يجوز له أخذ العوض عنه أو استبداله، فلا يجوز للمضحي أن يبيع صوف أضحيته ولا جلدها ولا يجوز له أن يعطي الجزّار منها على سبيل الأجرة، والمجزئ في ذلك أن يقوم المسلم بالتّصدّق على الفقير بجلد الأضحية فينتفع الفقير به، ولو باعه الفقير وانتفع بثمنه فلا شيء عليهما وهذا الأمر جائز، لكن لو باع المضحّي الجلد بنفسه وتصدّق بثمنه على الفقراء فذلك موضع خلافٍ بين أهل العلم، فبعضهم أجاز ذلك لأنّ المضحّي لا ينتفع بذلك المال، والبعض الآخر قال بأن التّصدّق بالجلد أولى، لكنّ في الأمر تيسير على المسلمين فلو كان في بيع المضحّي للجلد والتّصدق بثمنه على الفقراء نفعٌ أكثر من التّصدق بالجلد نفسه جاز له ذلك والله ورسوله أعلم

شروط الأضحية

بعد الخوض في ذكر دعاء ذبح الاضحية عند اهل السنة لا بدّ من ذكر شروط الأضحية، حيث إنّ للأضحية شروطٌ ينبغي للمسلم أن يراعيها إذا أراد ذبح الأضاحي في عيد الأضحى، وهذه الشّروط قد نصّها الإسلام لتكون الأضحية صحيحةً ومجزيةً بإذن الله تعالى بعضها قد ذُكر في القرآن الكريم وبعضها قد أخبرنا به رسولنا الكريم عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم، وهذه الشّروط هي

  • أن تكون الأضحية من بهائم الأنعام، أي أن تكون من الإبل أو الغنم أو البقر، قال الله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}
  • أن تكون الأضحية ملكاً للمضحّي، أي لا تجزئ إن كانت مسروقةً أو مغصوبةً، بل يجب أن تكون من مالٍ حلالٍ طيّب.
  • أن تكون الأضحية خالصةً لوجه الله تعالى، فلا يكون فيها حقٌّ لغيره سبحانه، كالبهيمة المرهونة للدّين.
  • أن تكون الأضحية قد بلغت السّن الشّرعيّة الّتي نصّ عليها الإسلام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ
  • أن ينوي المضحّي بأن هذه الذّبيحة هي قربةٌ لله تعالى، أي لم يذبحها للحمها، فالأعمال تكون بالنّيّات كما أخبرنا الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.
  • أن تكون الأضحية خاليةً من العيوب الخلْقيّة والبدنيّة، والعاهات والأمراض، والأخطار الّتي تهدّد حياتها.
  • أن تُذبح الأضحية في الوقت المشروع، وهو بعد انتهاء صلاة العيد، ومن ذبح قبل الصّلاة، فلا تجزئ تلك الذّبيحة وعليه أن يذبح غيرها لكيّ تعدّ أضحيةً وقربةً لله تعالى، والله أعلم.

كيفية توزيع الأضحية

لم يرد نصٌّ شرعيٌّ يفرض أو يحدّد طريقةً لتوزيع الأضحية بعد ذبحها في عيد الأضحى، لكن حسبما جاء عن أهل العلم بأنّه يجوز للمسلم أن يأكل ضحيّته كاملة، ويجوز له أن يتصدّق بها كاملة، لكنّ الأفضل والأولى اتّباع ما رواه الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم عن طريقة توزيع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- للأضحية في العيد، فقد روى عبد الله بن عبّاس رضي الله أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان: “ويُطْعِمُ أهْلَ بَيتِه الثُّلثَ، ويُطْعِمُ فُقراءَ جِيرانِه الثُّلثَ، ويتصدَّقُ على السُّؤَّالِ بالثُّلثِ” لذا فمن الأفضل للمسلم أن يأكل وأهله ثلث الضّحيّة، ويهدي منها الثّلث، ويتصدّق بالثلث، كما يجوز له أكل النّصف والتّصدّق بالنّصف الآخر، والله أعلم.

شروط المضحي

قد مررنا سابقاً على شروط ذبح الاضحية عند اهل السنة، وسنتحدّث هنا عن شروط المضحي، حيث اشترط علماء الإسلام عدّة شروطٍ للمضحي وهي:

  • الإسلام: أن يكون المضحّي مسلماً مؤمناً بالله تعالى، فالأضحية قربةٌ لله تعالى ويقصد بها التّعبّد والتّقرّب منه تبارك وتعالى.
  • الحريّة: أن يكون المسلم حرّاً وليس عبداً عند أحد، وليس على العبد أضحية.
  • البلوغ: أن يكون المسلم بالغاً، أمّا من كان تحت سنّ البلوغ فالأضحية سنّةٌ له عند المالكيّة، وواجبةٌ عليه عند الحنفيّة، وليست سنّةً ولا واجباً عليه عند الشّافعيّة والحنابلة.
  • المقدرة والاستطاعة الماليّة: يجب على المضحّي أن يكون ذو مقدرةٍ ماليّة، وهذا قول علماء المذهب الحنفيّ، والمقدرة تكون بزيادة المال عند المسلم، أي ما يزيد عن حاجته اليوميّة، أمّا عند الشّافعيّة فتكون المقدرة الماليّة بالفائض عن الحجاة ليلة ويم النّحر، وقال الحنابلة: أن الزّيادة تكون بالقدرة على تأمين ثمن الاضحية ولو استدان الثّمن، وهو على علمٍ بقدرته على سداد الدّين، لكن علماء المذهب المالكيّ قالوا أن المقدرة تكون بزيادة المال وعدم حاجته لشيْ ضروريّ وأساسيّ.
  • غير الحاج: ألّا يكون المسلم حاجّاً، فالحاجّ له ذبح الهدي في مكّة المكرّمة، أمّا الأضحية فهي لغير الحاجّ.
  • الإقامة: أن يكون المسلم مقيماً غير مسافر، والأضحية تسقط عن المسافر عند الحنفيّة، وذلك لصعوبة تحصيل أسباب الأضحية عند السّفر، بينما أوجب المالكيّة والحنابلة والشّافعيّة، الأضحية على المسافر كالمقيم والله أعلم.

 

وفي الختام نتمنى ان تكونوا إستفدتم من مقال دعاء ذبح الاضحية عند اهل السنة وكذلك أيضا كيفية توزيع الأضحية وشروطها على موقع مواضيع من خلال قسم أدعية وأحاديث فتابعونا.

السابق
ادعية يوم عرفة مستجابة مكتوبة 2025 كيف ادعي في يوم عرفه
التالي
أدعية العمرة كاملة مكتوبة 2025 وأدعية العمرة الطواف والسعي